تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الراحلون إلى العراق.. ملف يحير باريس



lkhtabi
30-11-2005, 08:04 PM
باريس – هادي يحمد – إسلام أون لاين.نت/29-11-2005


أفراد من المقاومة العراقية

هم فرنسيون ولدوا في فرنسا وتشبعوا بثقافة بلاد الأنوار، ونهلوا من معين قيم علمانية المدرسة الفرنسية غير أن الكثير منهم لم يتردد في المشاركة في عمليات فدائية في ضواحي بغداد أغلبها ضد الاحتلال الأمريكي عبر رحلة طويلة إلى العراق.

وذكرت مصادر رسمية فرنسية أنه وقع التعرف على هوية 22 فرنسيا ممن يوجدون في العراق ويقاتلون إلى جانب المقاومة العراقية، فيما شارك سبعة منهم في عمليات عسكرية أدت إلى مصرعهم وقبض على ثلاثة آخرين من قبل قوات الاحتلال الأمريكية.

وعلى الرغم من عدم إشارته من قريب أو من بعيد لهذا الملف فإن زيارة وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إلى باريس يوم الإثنين 28-11-2005وقبلها زيارة رئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري أوائل هذا الشهر كانتا فرصة جديدة لإثارة هذا الملف بحسب مصادر وثيقة الاطلاع لإسلام أون لاين.نت.

"الفرنسيون والإرهاب"

وفي اليوم الدراسي الذي عقد يوم 17-11-2005 بعنوان "الفرنسيون والإرهاب" الذي افتتحه وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي كشفت دراسة حديثة التعرف على هوية 22 فرنسيا يقاتلون إلى جانب المقاومة العراقية، وأضافت الدراسة أن 7 على الأقل لقوا مصرعهم في عمليات عسكرية، فيما تحتجز القوات الأمريكية ثلاثة آخرين على الأقل، وبينت الدراسة أن معظم الفرنسيين الذين رحلوا إلى العراق هم من أصول عربية وإسلامية تشبعوا بالثقافة الفرنسية.

الحاجة "عزيزة" التي تقطن أحد أحياء "سانت ديني" تروي لشبكة إسلام أون لاين.نت كيف اختفى ابنها "محمد" (23سنة) الصيف الماضي وليهاتفها فجأة من مدينة إستانبول بتركيا قائلا إنه في رحلة قصيرة لتعلم العربية وإنه سيسجل في مدرسة للغة العربية في دمشق.

غير أن الحاجة "عزيزة" تضيف "لقد هاتفني في المرة الموالية من العراق"، وقال لها "إنه في أحد ضواحي بغداد وإنه بخير، وسيعود قريبا إلى باريس".

كانت هذه آخر مكالمة هاتفية من محمد تتلقاها والدته ومن يومها وهي تنتظر رنين هاتفها بلا جدوى.

وفي الحقيقة فإن أمهات فرنسيات مسلمات عديدات فقدن أبناءهن في العامين الماضيين لتأتي الأخبار بعد ذلك مؤكدة مقتلهم أو وجودهم في العراق إلى جانب المقاومة ضد الاحتلال، وهو ملف دفع الأمريكيين أكثر من مرة إلى مطالبة الحكومة الفرنسية بضبط هذا الأمر، أما السلطات الأمنية الفرنسية وعلى الرغم من تفكيك العديد من الشبكات العاملة في هذا المجال، فقد ظلت عاجزة عن وقف ما سمي بـ"الراحلين إلى العراق" من الفرنسيين.

وينتسب "معظم" الراحلين إلى العراق من الفرنسيين إلى الأحياء ذات الأغلبية المهاجرة من المغاربيين مثل منطقة "سانت ديني" حيث اندلعت احتجاجات المهاجرين العنيفة مؤخرا والدائرة التاسعة عشرة من العاصمة باريس حيث قامت السلطات الأمنية الفرنسية باعتقال مجموعة قالت إنها كانت تستعد للسفر إلى العراق وتتركب أساسا من شباب في العشرينيات من عمرهم.

تفسيرات فرنسية

ويختلف الباحثون الفرنسيون في الإسلاميات حول أسباب اندفاع الشباب ذوي الثقافة الفرنسية للانخراط في المقاومة العراقية، ويرى الباحث "اليفي روا" أن الأمر يتعلق "بعولمة الظاهرة الإسلامية بحيث لم تعد قطرية وأن الانخراط أصبح لا يعترف بالحدود والثقافات وأن حركات مثل القاعدة أصبحت تتقن توظيف هذا الجانب في خطابها".

وأضاف روا "يتلاقى ذلك مع مسألة مهمة بالنسبة للجيلين الثاني والثالث من مسلمي فرنسا وهو إحساسهم بالتهميش وأزمة هوية عميقة".

أما بالنسبة لجيل كيبيل وفي تقديمه لكتابه "القاعدة في النص" فيعتقد أن الأمر يرتبط باستغلال القاعدة لجانب معين بحد ذاته من الثقافة الإسلامية في جلب هؤلاء الشباب وبالتالي فليس له علاقة مباشرة بأزمة الهوية".

ويضرب كيبيل مثالا بالشاب البريطاني من أصل باكستاني الذي يبدو شديد الاندماج في مجتمعه غير أنه لم يتردد في المشاركة في العمليات الانتحارية التي ضربت شبكات مترو العاصمة البريطانية لندن في يوليو الماضي.

وقالت مصادر قضائية فرنسية قريبة من الملف لشبكة إسلام أون لاين.نت إن "هناك حيرة حول دوافع هؤلاء الشباب الفرنسيين إلى السفر والقتال في العراق، وإن الفرضيات تذهب إلى البحث عن منظمين للرحلات ومنتدبين ليس بالضرورة من الفرنسيين ويعملون على استقطاب الشباب أيديولوجيا حتى يكونوا مستعدين للسفر".

وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه "أن الخشية الأمنية في ملف هؤلاء الفرنسيين من وجهة نظر باريس من أن يكونوا عند عودتهم جاهزين للقيام بعمليات في فرنسا وفي البلدان الأوربية"، وأضاف المصدر "أن ملف هؤلاء يشبه إلى حد كبير ملف العائدين من أفغانستان الذي عانت منهم العديد من الأنظمة العربية في بداية التسعينيات عندما عاد الكثير من المقاتلين العرب إلى أوطانهم عند نهاية حرب أفغانستان وشاركوا في المواجهات الأمنية مثلما كان عليه الأمر في الجزائر ومصر والسعودية".